الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

مفارقات فى الازمة


د حلمى القاعود يكتب نفلا عن المصريون

موقف الأمن من الكنيسة المتمردة في هذه الأيام .. موقف غريب وغامض وغير قانوني ، فلا أحد يفهم تماما لماذا تصر الأجهزة الأمنية على الصمت على ممارسات الكنيسة ، وتفرض صمتا مطبقا على الجرائم التي تتصل بها ، وتبالغ إلى درجة الهوس في تحقيق مطالب الكنيسة المشروعة وغير المشروعة ، بل تخالف القانون والدستور في سبيل إرضاء التمرد الذي يقوده الكاهن ؟







الأمن يترك الكنيسة مفتوحة على مدى الأربع والعشرين الساعة، ولا يستطيع مخبر أن يقتحم الكنيسة ويسجل ما يدور فيها من تخطيط أو عدوانية ضد الإسلام والمسلمين ، ولا يقدر الأمن على منع كاهن أو خادم بدرجة شماس من السفر ، ولا يستطيع أن يتعرض لأذرع الكنيسة في الداخل أو الخارج التي تعمل ضد الإسلام والنظام وتؤسس لدولة مصر النقية الخالية من الإسلام والعرب واللغة العربية ، ولا يقدر الأمن أن يمنع مظاهرة يقوم بها الطائفيون المتعصبون المتمردون في الكنيسة أو الشارع ، ثم إن الأمن يأخذ صف الكنيسة و( شعبها) على طول الخط في أية مشكلة ، صغرت أو كبرت ...!!






أما سلوك الأمن مع المسلمين فحدث ولا حرج ، إنه يتعامل بالشبهة مع كل من ينتمي إلى الإسلام ، فالخطباء والأئمة تحت السيطرة الكاملة ، وكل كلمة مرصودة وموثقة ، والمساجد تغلق مباشرة بعد الصلاة ، ولا يستطيع مواطن فقير أو غني أن يزف ابنه أو ابنته داخل أحد المساجد ، ولا يستطيع مسلم غير الإمام الرسمي – ولو كان جاهلا - أن يحاضر بكلمة أو درس أو خطبة ما لم يحمل تصريحا من الأمن ، ولا يستطيع عشرة أفراد أن يتظاهروا في الأزهر من أجل القدس وفلسطين ، بل إن وزارة الأوقاف نفسها تعيش تحت رحمة مكتب الأمن الذي يقوده ضابط صغير ، ووزير الأوقاف ( المستنير !) يخضع لإرادته ومشيئته ..






إن الكنيسة الأرثوذكسية تعادي الإسلام عداء صريحا ، وقد فرضت على السلطة المصرية أن تغير الدستور لتلغي الإسلام عمليا من مواده ؛ بمسمى جديد هو " المواطنة " ، والمواطنة في مفهوم الكنيسة ؛ تعني أن تكون مصر بلا إسلام ، في الوقت الذي يجهر فيه الكاهن برفضه للدستور والقانون ، إذا تعارضا مع فهمه الشخصي للإنجيل ، وكان رفضه الصاخب لحكم المحكمة الإدارية العليا بالزواج الثاني ، مثالا واضحا على ذلك ، وصفعة على وجه الدستور والقانون والنظام !






إن السلطة الأمنية تقمع الحركة الإسلامية ، ولا تبالي باعتقال أفرادها ، وتقدمهم إلى محاكمات عسكرية استثنائية ظالمة وغير طبيعية ، ولا تعبأ بالرأي العام الدولي ، فضلا عن المحلى ، وما زلنا نذكر العرض التمثيلي لشباب الإخوان بجامعة الأزهر عام 2006م ،الذي جيشت له السلطة إعلاما صاخبا ، يدين الإسلام والمسلمين ، قبل إدانة الإخوان ، ويجعل من تمثيلية طلابية يقدمها الطلاب لنصرة حركة المقاومة الفلسطينية في غزة ؛ تنظيما مسلحا ، وميلشيا إخوانية تستهدف النظام ورموزه ، ومع أن الطلاب اعتذروا عن تقديم العرض بهذه الصورة ، فما زال الجلادون القدامى وأبواق النظام ، وكتاب الدراما الأمنية ، يبتزون الإخوان المسلمين بهذا العرض التمثيلي ، ويشيطنونهم بمناسبة وغير مناسبة ..






ولكن حين يتم القبض على نجل وكيل مطرانية بورسعيد ، وهو يقود سفينة متفجرات قادمة من الكيان النازي اليهودي ، يتم التعتيم على الموضوع ، وتبلع صحف السلطة وصحف الأمن المستقلة (؟) ، وصحف الأحزاب الليبرالية ألسنتها ، وتكفي على الخبر ألف ماجور ، ولا تنطق بكلمة واحدة ، ولو في إطار الخدمة المهنية على الأقل !






ولكن تأمل اهتمام الصحف المستقلة الأمنية مثلا ببعض الفتاوى الخاصة بالصيام ، والفضلات التي تخرج من الصائمين ، وفرش المساحات الواسعة لها من أجل التشهير بالإسلام .تصوّرْ شخصا انتقل من الحضيض إلى خانة أصحاب الملايين من عائد كتاباته الرخيصة البذيئة ، يخصص العديد من المقالات لما يسميه الغيمو الذي تناولته الفتوى ، ولا يكتب كلمة واحدة عن المتفجرات التي جاء بها ابن وكيل مطرانية بورسعيد ؟ هل جاء بها هذا الولد ليلهو مع رفاقه في ليالي رمضان الصيفية ، أو انتظارا لبهجة العيد فيفجر الشحنة فرحا بالفطر المبارك ؟






ثم تصور أن الصحف المستقلة الأمنية ومعها صحف الأحزاب الحكومية – كلها حكومية !- تتجاهل أن النظام يعمل لدى الكنيسة ، ويسلمها السيدات اللاتي أسلمن ، بعد أن يطاردهن في كل مكان ويمنع الأزهر من إشهار إسلامهن ، لتتولى دولة الكنيسة السوبر ، تعذيبهن ، وتحويلهن إلى مجنونات أو تقتلهن ما لم يرجعن عن الإسلام ، ولا يستطيع القضاء المصري ، ولا الإعلام أن يتصل بهن أو يعلم مصيرهن ، والأمن يكتفي بالقبض على من ساعدهن من المسلمين ، وإيداعه زنزانة مظلمة ؟






من المفارقات أن بعض كتاب الصحف المستقلة الأمنية ، لا يجد غضاضة في ذلك ، ويرفع عقيرته بأن إسلام مسيحي هنا أو تنصر مسلم هناك لا يضيف شيئا ، هنا أو هناك .. ثم يعلن " قرفه " من تناول هذه الأمور ، وكأن تحدى القانون ، وأسر مواطن مصري وتعذيبه ، وحرمان المجتمع من معرفة مصيره ، والوقوف على أحواله في محاكم التفتيش التي أقامتها دولة الكنيسة السوبر لا يمثل شيئا بالنسبة لمن صدعوا رءوسنا بالكلام عن الحرية والفكر والتعبير؟ وإني أسألهم هل القبض على مواطنة وسجنها وتعذيبها خارج القانون يعد أمرا طبيعيا ، ولا يستفز المشاعر الإنسانية بعيدا عن الدين أو القانون أو العادات والتقاليد ؟






هل الكتابة عن محاكم التفتيش الجديدة في عين شمس ووادي النطرون يعد عملا " مقرفا " لقادة التنوير في الصحافة المصرية الخاضعة للمال الطائفي ؟






هل حقا كان الولد الطائفي الذي استقدم سفينة المتفجرات ينوي أن يبيعها لجماعات إسلامية كما قال تحليل فاجر في إحدى الصحف المستقلة الأمنية ؟ ومن هي هذه الجماعات ، وهل هناك جماعات إسلامية الآن تقاتل السلطة المدججة بأقوى الأسلحة والمدرعات ، ولا تترك مسلما في حاله ؟






إن الأمن يضم رجالا أكفاء محترمين ، من أولاد الناس ، وهناك رجال أمن مخلصون لهذا الوطن بكل تأكيد ، ولكن الموقف الغريب والغامض والمخالف للقانون من ممارسات الكنيسة ورجالها ( سفينة المتفجرات ، اعتقال السيدات اللاتي اسلمن وتعذيبهن وعدم تمكين المجتمع من معرفة مصيرهن ، الاستيلاء على أراضي الدولة ، إقامة الكنائس بالمخالفة للقانون وتغيير هوية البلد ، التظاهر رغم أنف القانون في الداخل والخارج ، ممارسة التنصير ، تحويل الطائفة إلى جيتو.. ) ، يجعلنا نتساءل : كيف يتسق هذا مع أمن البلاد والعباد ؟ وهل نعيش في دولة القانون حقا ؟ وهل ننتظر حتى نصحو ذات يوم على جنوب سودان آخر في مصر العربية المسلمة ؟






نأمل أن نجد إجابة شافية تليق بأمن مصر الذي يضم رجالا شرفاء لا يقلون إخلاصا لربهم ودينهم ووطنهم عن غيرهم من الناس !






جائزة زهرة الخشخاش :






أقترح أن تخصص جائزة كبرى تفوق جوائز الدولة الحالية بهذا الاسم ؛ وتمنح للوزير الذي يرمي وراء ظهره ، تكريما له على إنجازاته غير المسبوقة ، فقد كان أول وزير ينشئ حظيرة للمثقفين وخاصة من ينتمي إلى اليسار لتسبح بحمد الحكومة البوليسية غير الدينية وتقدس لها ، وأول من سمى مذابح نابليون واحتلاله واستباحته لعرض مصر علاقات ثقافية ، وأول من احتفى بالفنانين الأجانب (إياهم ) وخاصة من أهل فرنسا ليدشنوا هذه العلاقات الثقافية ، وأول من استدعى الفنانين الصهاينة للوقوف على خشبة الأوبرا ، وأول من احترق في عهده عشرات الكتاب والمسرحيين في بني سويف ، وأول من قدم للقضاء عشرات القضايا في سرقة الآثار والاختلاس والرشوة داخل وزارته ، وأول من حقق صفر اليونسكو ، وأخيرا وليس آخرا أول من نجح في محاربة الثقافة الإسلامية بوساطة رواد الحظيرة من الشيوعيين المتحولين .. و" ارم ورا ضهرك يا روقة "!!!

هؤلاء كشفوا كامليا


مقالة ل ممدوح اسماعيل

من موقع المصريون

مشكلة المواطنة المصرية التى أسلمت لله كاميليا شحاتة بعيداً عن الموقف المخزى للحكومة ووالفرض الشرعى الواجب على ولاة الأمر فى نصرة كاميليا فقد فضحت وكشفت مشكلة كاميليا تهافت الكثيرين فى مصر أولهم السياسيين المتهافتين على وسائل الإعلام لإظهار معارضتهم للدولة التى تهدر حقوق الإنسان المصرى (مع حفظ الألقاب )مثل البرادعى وايمن نور وحسن نافعة وحمدين صباحى وممثلى حركة كفاية و6ابريل والإخوان مع إحترامى وتقديرى لهم بالطبع فقد سقطت كل كلماتهم حول سيادة القانون والعدالة الغائبة فى مصر وحقوق الإنسان فى بئر لاقرار له ولم نسمع لهم همساً فى مشكلة المواطنة المصرية الأسيرة كاميليا شحاتة







وأين أنت يابرادعى ياصحاب مقولة التغيير هل سكوتك يفهم منه أنك قصدت تغيير ديانة المسلمين للنصرانية ؟ لاوالله هذا لن يحدث لو جاءت أمريكا بكل ماعندها ستظل مصر إسلامية






يبقى هنا جمال مبارك الذى يحظى بدعم الكنيسة وأنا أقول له والله لو نصرت الحق والإسلام والعدل لزادت شعبيتك وحظيت بتأييد 80 مليون مسلم وأنا أولهم وليس خمسة

2- عندما نقف مع كل دعاوى الدولة المدنية و سيادة القانون والدستور ومواثيق حقوق الإنسان الاقليمية والعالمية نجد أننا أمام مشكلة قانونية تعرض لها الدستور فكفل حرية الفكر والعقيدة لكل مواطن وتعرض لها الميثاق الدولى لحقوق الانسان فى المادة 18 (لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته) ومع ذلك لم نسمع صوتاً واحداً من اساتذة القانون أو العاملين فى القضاء فى ذلك الخرق الواضح للقانون والعدالة

3-يخرج علينا كل عام آلاف القرارات والتقارير والقوانين من المنظمات الدولية والعربية والاقليمية تدعم حقوق الإنسان فى الفكر والرأى والعقيدة وتدعم حق المرأة كذلك وتندد باضطهاد الإنسان والمرأة خاصة

والحقيقة التى يحاول البعض أن يستخفى منها وهى ساطعة كالشمس فى منتصف النهار أننا أمام حالة اهدار تام لحقوق الإنسان وحقه القانونى فى الحرية والإختيار بل وحبسه واضطهاده بدون ارتكاب جريمة

خاصة أننا أمام حالة امرأة متعلمة مثقفة لها ارادة حرة بالغة وعاقلة وليست جاهلة أو قاصرة وبالتالى ذهب عدد كبير من المحامين الى باب النائب العام ممثل المجتمع المصرى يستغيثون به للتدخل فى تلك الحالة الصارخة فى اهدار حقوق الانسان

ولكن دكاكين حقوق الانسان فى مصر والوطن العربى أغلقت وألسنتها قطعت ونوافذها الاعلامية أصابها سكتة قلبية وعميت ان ترى خرق كالجبل لكل القوانين والمواثيق بسبب غل يدها بالتمويل الأجنبى الغربى وعلى فكرة يوجد فى مصر المجلس القومى لحقوق الإنسان رئيسه بطرس غالى له يد لاتخفى مع مسلمى البوسنة وبالتالى لايرجى منه خير أبدا



4-سكتت وخرست المنظمات النسوية التى تصرخ بحقوق المرأة ويوجد بمصر مجلس يسمى المجلس القومى لحقوق المرأة مهمته الأولى هى قضية الختان وتعقيم المسلمين تحت مسمى تحديد النسل أما مشكلة امرأة مصرية بالغة يتم إكراهها فى وضح النهار أمام الملايين فلاتسمع لهم همساً ولاأعلم هل حقوق المرأة عند تلك المنظمات النسوية فى التعرى والخروج عن القيم الإسلامية فقط وليست لها حقوق فى حرية الفكر والعقيدة ان كانت أسلمت لله ؟؟

 
5-وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة فالقنوات الفضائية التى تتسابق فى برامج التوك شو على نقل كل شاردة جائتها ذبحة صدرية أمنية أو معادية للحرية أو كارهة للإسلام فلم تعلق تلك القنوات وكذلك صحفنا التى تدعى أنها مستقلة أرسلت لهم بلاغاتى كلها ولم تنشر ولاصحيفة الخبر كأن النشر فقط فى كل ماهو معادى للإسلام يحاربون النقاب والمظاهر الإسلامية _ يحاربون الدعوةالسلفية أو الإخوان بطرق إعلامية شتى أما نشر ماينصر إمرأة مصرية مظلومة ومضهدة فهو يُوقف عنهم أبار الأموال التى انفجرت لهم خصيصاً لمصلحة أصحاب الصحيفة والرأسمال المعادى للإسلام







6-من المثير للتعجب هو أين لجنة الحريات الدينية فى الكونجرس الأمريكى التى تسارع مع كل صيحة محتال تصدر تقريرا ً عن الاضطهاد بدون تحقيق ولاروية ونحن أمام حالة صارخة أمام العالم كله وهى حالة المواطنة المصرية كاميليا شحاتة ومع ذلك لجنة الحريات لم تتكلم بكلمة وهى التىتنقل لها مخابراتها تحرك الافاعى فى أحراش أفريقيا


7-وهو المهم مشيخة الأزهر وعلى رأسها الدكتور احمد الطيب الذى استبشر به الكثيرون ولكنه فى مشكلة كاميليا صامت وإنى على يقين أنه سمع بتلك المشكلة ولكن إذا كانت ضغوط مورست على الرجل ليصمت فإنى أقول الله الله أحق أن تخشاه وسيكيفكهم الله فأنت على أعلى منصب إسلامى والمسلمون يتلهفون على موقف منك تنصر به الإسلام تنصر به إمرأة ضعيفة مظلومة وتأكد إنك إن نصرتها نصرك الله وإن سكت تحت فقه الموازنات الملعون فالله لن ينصرك وسيتركك لمن وثقت بهم والمناصب لن تدوم ومازالت الثقة و الأمل موجود فى موقف منك ياشيخ الأزهرياطيب



8- شيوخ الفضائيات تكلم البعض منهم وسكت الكثيرون ممن كانت تنتظر الجماهير منهم موقف وعلى رأسهم الشيخ الكريم الفاضل محمد حسان.. البعض يقول يخشون إيقاف برامجهم أو قناتهم والحق يقول أن الرجال مواقف والجماهير تتعلق بكم فى موقف تنصرون به إمرأة مسلمة مظلومة وماذا يحدث لوأغلقت القناة ؟هل هذا يوازى السكوت على قهر إمرأة على الردة أفتونا يرحمكم الله



ويبقى أن القانون وقف عاجزاً بسبب شبح التخويف وفزاعة الطائفية مع أن الكل يصرخ ويقول مواطنة وسيادة قانون ولما جائت الساعة لينطق القانون أصابه الخرس خوفاً من شبح الطائفية (ومن هنا صدقت مقولة البعض أن الكنيسة دولة داخل الدولة لها قانونها الخاص )والبعض قال أنه ضعف دولة والآخر قال انه ابتزاز طائفى فى ملف التوريث


وأخيراًمع ايمانى بحتمية الحرص على السلام الإجتماعى والوحدة الوطنية ولإصرارى أن يتمسك المسلمون بالحلم والهدوء فى معالجة المشكلة أحذر من أى غضب يدفع لأى موقف يفهم منه العنف يسىء للإسلام ولقضية المظلومة كاميليا


وليستمركل مخلص فى الدفاع عن كاميليا بإصرار وبطريقة حضارية لأن القضية أصبحت أمام العالم والكل يشاهد

وفى الختام أعتقد أن الأمر حله سهل جداً لو أخذ القانون مجراه وظهرت كاميليا أمام وسائل الإعلام وقالت ماتريد بحرية وبكل ارادة حرةتعلن ماتعتقده وتؤمن به أليس هذا حقها كإنسانة بالغة عاقلة متعلمة أم سوف تختفى أو تقتل سراً بعد إصابتها بالأمراض عمداً أم يتم تهريبها لإستراليا كما حدث مع وفاء قسطنطين لتضيع الحقيقة ومن ثم يغيب العدل والقانون وتنقهر ارادة الإنسان فى حريته خاصة عندما يعلن الإسلام






الخميس، 26 أغسطس 2010

بشأن يسوع ما الذى بمكن التاكد منة

كتب د\زينب عبد العزيز

حينما يمسك البابا بنديكت 16 بزمام لجنتين بابويتين بين يديه ، إحداهما لتنصير الشعوب والأخرى لتنصير الغرب المسيحى فذلك يكشف على الأقل عن مدى أهمية هذا الموضوع بالنسبة له. وحينما نرى الإصرار الهيستيرى الذى يقود به هذا التنصير ، الصادر عن قرارات مجمع الفاتيكان الثانى عام 1965 ، فمن المهم ان نرى عن قرب ما الذى تعنيه هذه المسيحية الفاتيكانية التى يود ان يسقيها قهرا للعالم أجمع .. لكن قبل ان نتناول هذا الموضوع ، من المفيد ان نذكّر ببعض أهم قرارات ذلك المجمع الفاتيكانى الثانى :







لقد برأ اليهود من قتل المسيح ، رغم وجود أكثر من مائة جملة فى الأناجيل تدينهم صراحة ؛ وقرر تنصير العالم ، موضحا فى الدورة الخامسة البند 16 : "ان هدف الخلاص يتضمن أيضا الذين يعترفون بالخالق ، ومن بينهم أولا وأساساً المسلمين" ؛ وفرض على المسيحيين المدنيين وعلى الكنائس المحلية المساهمة فى هذا التبشير. كما حدث تغييرا كاشفا ضمن هذه القرارات هو : "ان الله لم يعد المؤلف الوحيد للأناجيل" ، وإنما قد استعان "بالروح القدس الذى قام بدوره بإلهام بعض الرجال لكتابتها" ! ونحن هنا أمام إعتراف مزدوج يطيح بمعتقدين تم فرضهما طوال الفى عام من التاريخ الملطخ بالدماء : اليهود لم يعودو قتلة الرب ، والأناجيل لم تعد منزّلة وإنما كتبها بشر ، بل وأنها : "تحتوى على ما هو باطل أو بالى". وهنا تكفى الإشارة الى القديس جيروم، فى القرن الرابع الذى قام بأمر من البابا داماز ، بتصويب وتبديل وتغيير وخاصة تحريف ترجمة بعض الأجزاء، فى نصوص حوالى خمسين إنجيلا متداولا آنذاك، ليخرج منها بالأربعة المعروفة حاليا.






ولعل تناول تاريخ حوالى الفى عام فى بضعة صفحات قد يبدو من قبيل اللا معقول ، لكن تكفى هنا الإشارة الى المكوّنات الأساسية لتلك المسيحية الفاتيكانية فى نقاط متتالية ، لتكوين فكرة واضحة ، خاصة وان الأبحاث تتواصل منذ عصر التنوير لتفصل بصورة قاطعة ونهائية بين يسوع التاريخي ويسوع كما هو وارد فى النصوص الدينية. بل والأكثر من ذلك ان الفرق الشاسع بين هذين اليسوعان يصيب الباحث بالإحباط ، فالإختلاف القائم فى مسيرة كل من يسوع التاريخ ويسوع الإيمان نلاحظه أيضا بين مسمى يسوع ومسمى المسيح ، كما نلاحظه بالنسبة لتركيبة "يسوع-المسيح"، الذى على حد تأكيد المؤرخين حاليا : لم يوجد أبدا. ولمزيد من التوضيح للقارئ نقول : ان الأناجيل تتحدث عن ثلاثة أشخاص مختلفين من حيث التكوين أو الحقيقة التاريخية ، هم يسوع ، والمسيح ، ويسوع-المسيح ، لكنها تعتبرهم واحد !






أول ملاحظة عامة : يسوع لم يترك أى أثر مباشر منه لا كتابة ولا فى شكل آثار. وكافة المراجع المتاحة للباحث هى فقط نصوص أدبية كتبها آخرون، فى فترة مائة او مائة وخمسين عاما بعد وفاته، كما تقول هذه النصوص. والأناجيل لم تكتبها الأسماء التى هى معروفة بها ، بل وحتى الكنيسة الآن تستخدم عبارة "وفقا لمتّى" ، "وفقا لمرقص". و نصوص الأناجيل هذه ليست نصوصا تاريخية بأى حال لكنها كتابات إيمانية ، تتناقض بصورة مزعجة ، ومكتوبة باليونانية. الأمر الذى يكشف عن اول تلاعب أساسى ، فأى منطق يقول أنها لا بد وان تكون مكتوبة باللغة العبرية أو بالآرامية . بل حتى ما يطلقون عليه حرف Q ، (إختصارا لكلمة "كويللى" Quelle الألمانية وتعنى المنبع) ، وهو نص إفتراضى يقولون أنه الأصل لنصوص الأناجيل وانها منقولة عنه ، هذا الأصل المزعوم يؤكد المؤرخون أنه لم يتم العثور عليه أبدا للآن .






تاريخ ميلاد يسوع : تتضمن الأناجيل ثلاثة تواريخ مختلفة لميلاد يسوع ، يصل الفرق بينها 11عاما ، كما تتضمن شجرتان لعائلته ونسبه ، إحداهما تجعله من سلالة الملك داوود "حسب الجسد" على حد قول بولس. وهو ما ينفى عقيدة تأليهه وخاصة تنفى تلك العبارة الشهيرة بأنه "إبن الله".. وتاريخ ميلاده فى 25 ديسمبر هو أيضا إفتراضى ، فهو تاريخ الإله ميثرا ، "الشمس التى لا تُهزم" . والبابا يوحنا بولس الثانى هو الذى إعترف بهذا التزوير الكنسى . أما مكان مولده فتحتوى الأناجيل على مكانين متناقضين وُلد فيهما يسوع : مدينة بيت لحم ، ومدينة الناصرة ، التى لم تكن موجودة أيام يسوع ، ومع ذلك فالمؤسسة الكنسية تستند اليها على أنها مرجعية حقيقية راسخة !






الميلاد العذرى : غلطة ترجمة لإحدى نبؤات إصحاح إشعياء هى التى أدت الى قصة الحمل العذرى الواردة فى الأناجيل ، إذ ان المترجم كتب "العذراء" بدلا من كتابة "إمرأة شابة" الواردة فى نص إشعياء. وتقول النبوءة ان إسمه سيكون "عمانويل" ، إلا أن الطفل يولد فى الجملة التالية وقد أطلقوا عليه إسم يسوع وفقا لملاك آخر (متّى 1 : 22 - 23).. أما إنجيل لوقا فيورد أن الله قد أرسل الملاك جبرائيل وأخبرها أنها ستحمل وتلد إبنا وتسميه يسوع وأضاف : "هذا يكون عظيما وإبن العلى يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داوُد أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (1 : 31-33) ، إلا ان هذا القول لم يتحقق لليوم.. وبعد ذلك ، فى عام 390 أصدر البابا سيريس عقيدة عذرية مريم الأبدية "قبل وأثناء وبعد الحمل" ! فى حين أنها وفقا لإنجيل متّى مريم كانت حامل وهى لا تزال مخطوبة عند أهلها فى العاشرة او الحادية عشر من عمرها. وعندما علم يوسف بحملها تقبلها عنده بناء على أمر الملاك.. ثم قامت المؤسسة الكنسية بعد ذلك وجعلتها "أم الله" فى مجمع أفسوس عام 431 ، وأصبحت تتقاسم مَنْح الخلاص مثل إبنها يسوع المفترض انه المخلّص الوحيد بصفته إلهاً، وهو ما يتناقض تماما مع النصوص والعقائد والمجامع .. وفى سنة 1950 قام البابا بيوس الثانى عشر بإختلاق عقيدة الصعود وجعلها صعدت الى السماء مثل إبنها ..






الهروب إلى مصر : يورد الإنجيل وفقا لمتّى ان الطفل يسوع يجب ان يهرب ليفلت من الموت و تهديد هيرود بقتل كل الأطفال حديثى الولادة ، وهو ما لم يثبته أى مرجع تاريخى على الإطلاق.. والتناقض الغريب هنا أن نجد عائلة يهودية تبحث عن ملجأ فى بلد هو رمز العبودية بالنسبة لهم وفقا للنصوص. وقامت العائلة المقدسة بإجتياز الصحراء بطول خمسمائة كيلومترا ، على حمار يحمل السيدة العذراء ومولودها وكل ما يحتاجونة من طعام وشراب ، بينما يوسف النجار يسحبهم جميعا سيرا على قدميه.. ولو افترضنا انهم كانوا يقطعون 15 كيلومترا فى اليوم ، فذلك يعنى انهم ساروا لمدة شهر تقريبا، واللهم لا تعليق... أما إنجيل لوقا فينفى الذهاب الى مصر تماما ويقول انهم ذهبوا مباشرة الى مدينة الناصرة ، التى لم تكن موجودة آنذاك !






أشقاء يسوع : تتحدث الأناجيل عن إخوة وأخوات أشقاء ليسوع. ويرد إسم الأشقاء : يعقوب ، ويوسى ، وسمعان ، ويهوذا فى إنجيلين (متى 13 : 55) و (مرقص 6 : 3)، اما بولس فيقول فى خطابه الى اهل غلاطية انه التقى "يعقوب ، شقيق الرب". وتقول الأبحاث أن القديس جيروم بينما كان يصحح الأناجيل ويعدّل ما بها ، ترجم كلمة "أخ شقيق" ، أدلفوس adelphos باليونانية بكلمة إبن عم او قريب anepsoï ، لينقذ ماء وجه الألوهية المضفاة على يسوع، التى مُنحت له فى مجمع نيقية الأول سنة 325 . أما لوقا فيتحدث عن يسوع محددا أنه "الإبن البكر" (2 : 7) ، وهى صفة تقتضى ان يتبعها اطفال آخرون أو على الأقل ولد آخر او بنتاً . أما الأناجيل فتتحدث عن سبعة إخوة وأخوات أشقاء.






سن يسوع :وفقا لإنجيل لوقا فإن يسوع كان فى الثلاثين من عمره حينما بدأ رسالته التبشيرية بعد ان تم تعميده ، إلا ان إنجيل يوحنا يقول انه عندما كان مع يوحنا المعمدان لتعميده قال له اليهود" ليس لك خمسون سنة بعد " .. والفرق بين ثلاثين وخمسين لا يمكن تغافله او تغافل دلالاته اللاحقة.






تعميد يسوع : كلمة تعميد فى اللغة الإكليروسية تثير مشكلة إذ انها تعنى " التعميد تعبيرا عن الندم لغفران الخطايا".. ويسوع ، "العذرى المولود لعذراء ، إبن الله ، ثم الله ذاته ، ورب ومنقذ العالم" كما تقول الكنيسة ، على اية خطايا كان عليه ان يندم ؟ ومن اية خطايا كان عليه ان يتطهر ؟! ومن الملاحظ بالنسبة لتعميده ، مرقص ومتّى فقط هما اللذان يذكرانه بوضوح ، ولوقا يضعه بعد سجن المعمدان ، وهو ما يغير من سير الأحداث ، بينما يوحنا فلا يذكره على الإطلاق.






الحواريون : تصر المؤسسة الكنسية على ان عدد الحواريين إثنى عشر ، إلا ان من يقوم بعدّ الأسماء الواردة فى الأناجيل يجدها أربعة عشر.






مدة تبشير يسوع : وفقا للأناجيل ومتناقضاتها تتفاوت مدة تبشير يسوع ، وفقا للأناجيل المتواترة تكون قد امتدت أقل من سنة، ، ووفقا لإنجيل يوحنا إمتدت من سنتين إلى ثلاث سنوات وبضعة أشهر.






صلب يسوع : القصة برمتها من البداية حتى النهاية ، فى الأناجيل الأربعة ، كل معطياتها مشوشة ومتناقضة ولا معقولة، وخاصة غير قادرة على تفسير الفرق الشاسع بين العقوبة المفروضة على يسوع والتهمة التى يؤاخذونه عليها . وتكفى الإشارة الى إستحالة إنعقاد المحكمة شرعا وقانونا ليلة العيد ، او ان يتم حشر أعضاؤها السبعين فى غرفة صغيرة ، ليلا ، فى احد البيوت وليس فى قاعة المحكمة ، وذلك من اجل تصفية الموضوع فى عدة ساعات بما فيها الإنتقالات من مكان لآخر !






نبؤات يسوع : كل النبؤات المسندة ليسوع او التى قالها لم تتحقق بتاتا.. حتى "ملكوت الرب" الذى يمثل رسالته الأساسية كما يقولون، وان ذلك الملكوت سيتحقق أثناء حياته ، فلم يتحقق حتى الآن ..






الإفخارستيا : من العقائد الأساسية فى المجتمع المسيحى ، ولا نرى فى الأناجيل إلا ان كافة التواريخ الخاصة بها إفتراضية ، لكن المنظر الفاضح لفكرة أكل لحم يسوع وشرب دمه من اجل "الحصول على الحياة الأبدية" (يوحنا 6 : 35-59) ، ليست عبارة عن مجرد فضيحة فى مجتمع يخضع لتحريم الدم وحرمته ، لكن مجرد الفكرة تجعل القارئ يشعر بالغثيان ! ومن الملاحظ ان هذه العقيدة الأساسية غير واردة فى إنجيل يوحنا وإنما قال ان يسوع راح يغسل أقدام الحواريين. أما الكنيسة فتستعمل الطقسين !!






المحبة : ان كافة الخطابات الرسولية أو الخطب للبابا بنديكت 16 تتغنى بالمحبة فى المسيحية وخاصة عند يسوع ، وأهمها خطابه الرسولى "الله محبة" الذى أثار فضيحة بين الكنائس عند صدوره ، وهو ما لا يتمشى مع أقوال شخص يقول أنه أتى ليضرم نارا على العالم ، ولكى يشعل الحرائق بين أفراد الأسرة ، وان يأتى ليضرب بالسيف ، وخاصة تلك العبارة الفاضحة : "أما أعدائى الذين لم يريدوا ان احكم عليهم احضروهم هنا قدامى وإذبحوهم" (لوقا 19 : 27) ، وهو ما لا يستقيم مع مقولته الشهيرة : "من ضربك على خدك اليمين ادر له الخد الأيسر"..






تاريخ وفاة يسوع : من يقرأ الأناجيل يجد أنها تقدم ثلاثة تواريخ لوفاة يسوع : 7 إبريل سنة 30 ؛ و27 إبريل سنة 31 ؛ و3 إبريل سنة 33، وذلك وفقا للأناجيل المتواترة أوإنجيل يوحنا، ووفقا لوقوع الوفاة عشية عيد الفصح أو فى نفس يوم العيد. وكلها تواريخ إفتراضية لعدم مصداقية وقوع الحدث نفسة فى يوم العيد أو عشيته كما هو واضح من الإجراءات الهزلية للمحاكمة.






بعث يسوع : لقد تمت صياغة كافة الوثائق المسيحية الخاصة بيسوع إعتمادا على هذا الحدث المحورى للعقيدة المسيحية ، والذى يستحيل إثباته تاريخيا ، لأنه حتى وفقا للأناجيل فإن ما من إنسان قد شاهد عملية البعث ، فقد خرجت النسوة من المقبرة خائفات مرتعدات ولم يقلن شيئا لأحد ، ومن المحال تأكيدها علميا. ومن الملاحظ أنه تم الإشارة اليها فى البداية بعبارة "انه حىّ " ، ثم أتت عبارة "البعث" فيما بعد مع صياغة النصوص والعقائد.






اللامعقول : كيف يمكن أن يتصور القارئ انه بعد ثلاثة وقائع فاشلة أساسية فى حياة يسوع : ملك إسرائيل ؛ سب الإله يهوه والتآمر ضد روما ؛ وخطأ أو عدم مصداقية كل ما تنبأ به أو أعلن عنه ؛ أى أنه فشل فى كل المجالات ، نرى يسوع الذى مات مصلوبا ، كما تقول الكنيسة ، وقد تخلى عنه كافة حوارييه وخضع لأحط أنواع العذاب الرومانى ، نرى نفس هذا اليسوع وقد أصبح مسيحا ، ثم إبن الله ، ثم الله نفسه (فى عقيدتهم) ، ثم الفادى ، ثم رب ومنقذ العالم ؟!






ملخص التعليقات : لن أذكر إلا بعضا من أشهر الأسماء التى تناولت دراسة الأناجيل وكلهم من رجال الدين : الأب رينان (Renan)يرى أن ما يمكن التأكد منه أو ما يُعد تاريخيا فى الأناجيل "لا يتعدى الصفحة" ؛ ويقول جوجل(Goguel) أنها "تقريبا بضعة أسطر" ؛ بينما يؤكد كلا من الأب لوازى(Loisy) وجينيوبير (Guignebert)"بل أقل من ذلك" ؛ فى حين يبرهن الأب بولتمان(Bultmann) أنها لا تحتوى على أى شئ يمكن إسناده الى التاريخ على الإطلاق . ولعل ذلك هو ما دعى احد القساوسة الى التأكيد فى برنامج لراديو "نوتر دام" ، : "لا يجب علينا ان نخشى قول أن الأناجيل هى عبارة عن أعمال دعائية فحسب" .. بينما يثبت جيرالد ماسّى (Gerald Massey)أن الأناجيل هى عبارة عن الأساطير الفلكية لمصر القديمة وقد أضفوا عليها تاريخانية إنسانية ، عن طريق المسيحيين الأوائل ثم أكدها مجمع نيقية الأول سنة 325. واللافت للنظر أنه قد أورد فى هامش كتابه المعنون "مصر القديمة" قائمة بها أكثر من مائتين تشابها بين أسطورة يسوع واسطورة أوزيريس-حوريس. وان يسوع الأرضى هو المرادف لحوريس ، والمسيح يسوع هو المرادف لأوزيريس ، الإله المبعوث.






وبعد أن أمضى جيرالد ماسّى أكثر من ثلاثين عاما فى البحث فى حضارة مصر القديمة وأصول ديانتها ، يصل إلى خلاصة : أن المسيحية ليست لا ديانة أصلية ولا متفردة ، وأن كافة جذورها موجودة فى ثقافة وحضارة مصر القديمة. أما الدكتور آلفن بويد كوهن (Alvin Boyd Kuhn) ، أستاذ الديانات المقارنة فيقول : "نحن فى مواجهة حقيقة من المحال التغاضى عنها أو الإفلات منها ، فلو كان يسوع قادرا على قراءة وثائق مصر القديمة لإندهش من قراءة سيرته الذاتية مكتوبة من قبله بأربعة أو خمسة آلاف سنة ".






من الناحية التاريخية ، ما الذى يمكن التأكد منه بشأن يسوع ؟






الإجابة : لا شئ .






وكلمة أخيرة أسوقها للبابا بنديكت 16 : حينما يمسك المرء بمثل هذا التل من المتناقضات التى لا سند لها ، بل والتى من المحال مواصلة التعتيم عليها بعد أن تكشفت حقيقتها التاريخية إلى مثل هذا الحد ، فلا يحق لأحد أن يفرضها أو أن يُجرعها للعالم بمثل هذه الهيستيرية ، وخاصة محاولة فرضها على المسلمين ، وفقا لقرار مجمع الفاتيكان الثانى، وإنما كل ما يمكنك عمله هو أن تطوى عتاد هذا التبشير اللا إنسانى الإجرامى وتترك الناس تحيا فى سلام

العلمانى كيف تعرفة


العلماني :



تجده يؤمن بوجود إله لكنه يعتقد بعدم وجود علاقة بين الدين وبين حياة الإنسان ( فكر بوذي ) كما يعتقد بأن الحياة تقوم على أساس العلم التجريبي المطلق وهذا ( فكر ماركسي).


والعلماني :


تجده يعتبر القيم الروحية التي تنادي بها الأديان والقيم الأخلاقية بأنواعها هي قيم سلبية يجب أن يتم تطويرها أو إلغائها وهذا ( فكر ماركسي ).


والعلماني :


تجده يطالب بالإباحية كالسفور ، والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة والخاصة ( أي الخلوة ) ويحبذ عدم الترابط الأسري ( دعوة ماسونية).


والعلماني :


تجده يطالب بعدم تدخل الدين في الأمور السياسية وأنه يجب تطبيق الشرائع والأنظمة الوضعية كالقانون الفرنسي في الحكم . وأن الدين للعبادة فقط دون تدخل في شئون الخلق وتنظيمها – كما أراد الله سبحانه وتعالى –.


والعلماني :


تجده يردد دائماً بأن الإنسان هو الذي ينبغي أن يستشار في الأمور الدنيوية كلها وليس رجال الدين - وكأن رجال الدين هم الذين اخترعوا التعاليم السماوية – ويطالب بأن يكون العقل البشري صاحب القرار وليس الدين . ( مع تحفظنا على رجال الدين لان ليس عندنا رجال دين ولكن عندنا علماء)


والعلماني :


تجده يصرح باطلاً بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة وأنه يدعوا إلى التخلف لأنه لم يقدم للبشرية ما ينفع ويتناسى عن قصد الأمجاد الإسلامية من فتوحات ومخترعات في مجال الهندسة والجبر والكيمياء والفيزياء والطب وأن علم الجبر الذي غير المفاهيم العلمية وكان السبب الرئيسي لكثرة من مخترعات اليوم وربما المستقبل ينسب لمبتدعه العبقري جابر بن حيان وهو مسلم عربي .


والعلماني :


تجده يعتقد بأن الأخلاق نسبية وليس لها وجود في حياة البشر إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية وهي من صنع العقل الجماعي وأنها أي الأخلاق تتغير على الدوام وحسب الظروف ( فكر ماركسي) .


والعلماني :


تجده يعتقد بأن التشريع الإسلامي والفقه وكافة تعاليم الأديان السماوية الأخرى ما هي إلا امتداد لشرائع قديمة أمثال القانون الروماني وأنها تعاليم عفى عليها الزمن وأنها تناقض العلم . وأن تعاليم الدين وشعائره لا يستفيد منها المجتمع . ( وهذا فكر ماركسي) .


تنبيه :


العلماني تجده يصرح بهذه المقولة ويجعلها شعاراً له دون أن يكون له دراية أو علم أو اطلاع على التعاليم الفقهية الإسلامية أو على الإنجازات الحضارية الإسلامية.


والعلماني :


تجده حين يتحدث عن المتدينين فإنه يمزج حديثه بالسخرية منهم ويطالب بأن يقتصر توظيف خريجي المعاهد والكليات الدينية على الوعظ أو المأذونية أو الإمامة أو الأذان وخلافه من أمور الدين فقط .


والعلماني :


يعتبر أن مجرد ذكر اسم الله في البحث العلمي يعتبر إفساداً للروح العلمية ومبرراً لطرح النتائج العلمية واعتبارها غير ذات قيمة حتى ولو كانت صحيحة علمياً .


والعلماني :تجده يعتبر أن قمة الواقعية هي التعامل بين البشر دون قيم أخلاقية أو دينية لأنها في اعتقاده غير ضرورية لبناء الإنسان بل أنها تساهم في تأخيره وأن القيم الإنسانية ما هي إلا مثالية لا حاجة للمجتمع بها .


والعلماني :


تجده يعترض اعتراضا شديداً على تطبيق حدود الله في الخارجين على شرعه كالرجم للزاني أو قطع اليد للسارق أو القتل للقاتل وغيرها من أحكام الله ويعتبرها قسوة لا مبرر لها .


والعلماني :


تجده يطالب ويحبذ مساواة المرأة بالرجل ويدعو إلى تحررها وسفورها واختلاطها بالرجال دون تحديد العمل الذي يلائمها ويحفظ كرمتها كأنثى .


والعلماني : تجده يحبذ أن لا يكون التعليم الديني في المدارس الحكومية إلزامياً بل إختيارياً .


والعلماني :


يتمنى تغيير القوانين الإسلامية بقوانين علمانية كالقانون المدني السويسري والقانون الجنائي المعمول به في إيطاليا والقانون التجاري الألماني والقانون الجنائي الفرنسي وهذا القانون يعمل به في بعض الدول العربية . ويعتبر أن تلك القوانين هي الأفيد في حياة الفرد والمجتمع من التنظيم الإسلام






المصدر كتاب : كيف تعرفهم ؟ لخليفه بن إسماعيل الإسماعيل









الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

الا يعلم من خلق


كتب د \ محمد عمارة

إن الإنسان الضعيف ـ الذي إذا سلبه الذباب شيئًا لا يستطيع أن يستنقذ هذا الشيء من ذلك الذباب ـ ضعف الطالب والمطلوب! { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ . مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ . يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} (الحج: 73 ـ 76

إن هذا الإنسان، الضعيف ـ الذي سيبلى جسده، وتأكله الديدان ـ قد أعانه الله على إقامة "مدن إعلامية" تبث منها آلاف الفضائيات ملايين وبلايين الأصوات والصور والألوان، آناء الليل وأطراف النهار.. وذلك دون أن تختلط هذه الأصوات ولا كلماتها ولا جزء منها ولا نبراتها.. وكذلك الحال مع الصور والألوان..

فهل يجوز ـ مع هذا الذي صنعه المخلوق الضعيف ـ الشك في شمول علم الله وسمعه على كل ما في الوجود، دونما اختلاط ولا تشويش؟!..

وإن جهاز "التلفاز" يستقبل ـ عبر الأثير ـ ملايين وبلايين الأصوات والصور والألوان والنبرات.. دون أن يحدث اختلاط بين هذه الأصوات ولا هذه الصور والألوان والنبرات..






وإن "الأثير" ـ الذي يشبه كتاب شفرة كوني ـ تسجل فيه كل الأصوات ـ أصوات البشر وغير البشر ـ منذ بدء الخلق وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها، وذلك دونما أي اختلاط أو تشويش بين هذه الأصوات ونبراتها ونغماتها وبصماتها، التي ستكون شاهدة على أصحابها أولهم يوم الدين..






وإذا كانت هذه هي قدرة الإنسان ـ النسبية المحدودة ـ في عالم الإرسال والاستقبال في "الفضائيات" فما بالنا بقدرة الخالق المبدع.. والذي أقدر الإنسان على صنع هذه العجائب.. التي ما كان يتصورها الأقدمون.. وفوق كل ذي علم عليم.. ويخلق ما لا تعلمون.. سبحانه وسع كل شيء علمًا..






ولقد أقامت أمريكا وكندا ونيوزيلندا أجهزة للرصد والتصنت على كل المكالمات التي تبث عبر أجهزة الاتصال في العالم، وهي تسجل كل المكالمات بكل اللغات لكل الأمم والشعوب، دون أن تختلط فيها الأصوات أو النبرات.. وهي تفرز المكالمات التي ترد فيها ألفاظ ومفردات قد تراها مستحقة للمراقبة والمتابعة والفحص والتحليل والاستخلاص..






فإذا كانت هذه هي قدرة العلم الإنساني ـ المحدود والمخلوق ـ فما بالنا بقدرة الخالق لهذا الإنسان، والواهب هذا العلم لهذا الإنسان؟!.. سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير..






إن وسوسة الشيطان تستغل الجهل بالعلم الإسلامي في أصول الدين، وهو العلم الذي ينزه الذات الإلهية عن مشابهة المخلوقات، فيصور الشيطان لهؤلاء الجاهلين الذات الإلهية وكأنها إنسان.. ثم يتساءل: كيف يعلم الله كل هذه الجزئيات التي لا تحصى من المخلوقات؟!..






والحل هو في إدراك معنى تنزيه الله ـ سبحانه وتعالى ـ عن مشابهة المخلوقات .. فهو الصانع لكل شيء ـ جزئيًا كان أو كليًا ـ ومن ثم فهو العالم بكل شيء.. وسبحان الله.. لقد ورد الرد القرآني على هذه الوسوسة: { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك: 13، 14)









من ثمار الطاعة



قال ابن الجورى فى كتاب صيد الفوائد

من أحب تصفية الأحوال، فليجتهد في تصفية الأعمال.



قال الله عز وجل: " وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ، لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً " .


وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل: لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد.


وقال صلى الله عليه وسلم: البر لا يبلى، والإثم لا ينسى والديان لا ينام وكما تدين تدان.


وقال أبو سليمان الداراني: من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفىء في ليله.


وكان شيخ يدور في المجالس، ويقول: من سره أن تدوم له العافية، فليتق الله عز وجل.


وكان الفضيل بن عياض، يقول: إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خلق دابتي، وجاريتي.


واعلم - وفقك الله - أنه لا يحس بضربة مبنج، وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه.


ومتى رأيت تكديراً في حال فاذكر نعمة ما شكرت، أو زلة قد فعلت، واحذر من نفار النعم، ومفاجأة النقم، ولا تغتبت بسعة بساط الحلم، فربما عجل انقباضه.


وقد قال الله عز وجل: " إِنَّ اللّه لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ، حَتى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم " .


وكان أبو علي الروذباري يقول: من الاغترار أن تسيء، فيحسن إليك، فتترك التوبة، توهماً أنك تسامح في العقوبات ... !!!.

السبت، 21 أغسطس 2010

ابك على خطيئتك



من مواعظ ابن الجوزى

خوانى : لو تفكرت النفوس فيما بين يديها وتذكرت حسابها فيما لها وعليها لبعث حزنها بريد دمها إليها أما يحق البكاء لمن طال عصيانه : نهاره في المعاصي وقد طال خسرانه وليله في الخطايا فقد خف ميزانه وبين يديه الموت الشديد فيه من العذاب ألوانه



روى ابن عمر رضي الله عنهما قال : استقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا فالتفت فإذا هو بعمر يبكي فقال : يا عمر ههنا تسكب العبرات


وقال أبو عمران الجوني : بلغني أن جبريل عليه السلام جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يبكي فقال : يا رسول الله ما يبكيك : فقال : أو ما تبكي أنت ؟ فقال : يا محمد ما جفت لي عين منذ خلق الله جهنم مخافة أن أعصيه فيلقيني فيها


وقال يزيد الرقاشي : إن لله ملائكة حول العرش تجري أعينهم مثل الأنهار إلى يوم القيامة : يميدون كأنما تنفضهم الريح من خشية الله فيقول لهم الرب عز و جل : يا ملائكتي ما الذي يخيفكم وأنتم عبيدي : فيقولون : يا ربنا لو أن أهل الأرض اطلعوا من عزتك وعظمتك على ما اطلعنا : ما ساغوا طعاما ولا شربا ولا انبسطوا في شربهم ولخرجوا في الصحاري يخورون كما تخور البقر

روض نفسك


السلام عليكم

هذة احدى مواعظ ابن الجوزى من كتابة الياقوتة

يا هذا : طهر قلبك من الشوائب فالمحبة لا تلقى إلا في قلب طاهر إما رأيت الزارع يتخير الأرض الطيبة ويسقيها ويرويها ثم يثيرها ويقلبها وكلما رأى حجرا ألقاه وكلما شاهد ما يؤذي نحاه ثم يلقي فيها البذر ويتعاهدها من طوارق الأذى ؟ وكذلك الحق عز و جل إذا أراد عبدا لوداده حصد من قلبه شوك الشرك وطهره من أوساخ الرياء والشك ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة ويثيره بمسحأة الخوف والإخلاص فيستوي ظاهره وباطنه في التقى ثم يلقي فيه بذر الهدى فيثمر حب المحبة فحينئذ تحمد المعرفة وطنا ظاهرا وقوتا طاهرا فيسكن لب القلب ويثبت به سلطانها في رستاق البذر فيسري من بركاتها إلى العين ما يفضها عن سوى المحبوب وإلى الكف ما يكفها عن المطلوب وإلى اللسان ما يحبسه عن فضول الكلام وإلى القدم ما يمنعه من سرعة الإقدام فما زالت تلك النفس الطاهرة رائضها العلم ونديمها الحلم وسجنها الخوف وميدانها الرجاء وبستانها الخلوة وكنزها القناعة وبضاعتها اليقين ومركبها الزهد وطعامها الفكر وحلواها الأنس وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها وعين أملها ناظرة إلى سبيها فإن صعد حافظاها فالصحيفة نقية وإن جاء البلاء فالنفس صابرة تقية وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية فيا طوبى لها إذا نوديت يوم القيامة : { يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية }

الجمعة، 6 أغسطس 2010

يزيد فى الخلق ما يشاء





يحكى أنه كانت هناك قبيلة تعرف باسم بني عرافه ؛ وسميت بذلك نسبة إلى إن أفراد هذه القبيلة يتميزون بالمعرفة والعلم والذكاء الحاد !

وبرز من هذه القبيلة رجل كبير حكيم يشع من وجهه العلم والنور ، وكان لدى هذا الشيخ ثلاثة أبناء سماهم جميعا بنفس الاسم ألا وهو (عبدالله) ؛ وذلك لحكمة لا يعرفها سوى الله ومن ثم هذا الرجل الحكيم .

ومرت الأيام وجاء أجل هذا الشيخ وتوفي ، وكان هذا الشيخ قد كتب وصية لأبنائه يقول فيها :



(عبدالله يرث ، عبدالله لا يرث ، عبدالله يرث) !



وبعد أن قرأ الأخوة وصية والدهم وقعوا في حيرة من أمرهم لأنهم لم يعرفوا من هو الذي لا يرث منهم !



ثم أنهم بعد المشورة والسؤال قيل لهم أن يذهبوا إلى قاضي عرف عنه الذكاء والحكمة ، وكان هذا القاضي يعيش في قرية بعيدة ... فقرروا أن يذهبوا إليه ، وفي الطريق وجدوا رجلا يبحث عن شي ما ، فقال لهم الرجل : هل رأيتم جملا ؟ فقال عبدالله الأول : هل هو أعور ؟ فقال الرجل نعم .



فقال عبدالله الثاني : هل هو أقطب الذيل ؟ فقال الرجل نعم .



فقال عبدالله الثالث : هل هو أعرج ؟ فقال الرجل نعم .



فظن الرجل أنهم رأوه ؛ لأنهم وصفوا الجمل وصفا دقيقا . ففرح وقال : هل رأيتموه ؟ فقالوا : لا .. لم نره !



فتفاجأ الرجل كيف لم يروه وقد وصفوه له ! فقال لهم الرجل أنتم سرقتموه ؛ وإلا كيف عرفتم أوصافه ؟

فقالوا : لا والله لم نسرقه . فقال الرجل : سأشتكيكم للقاضي ، فقالوا نحن ذاهبون إليه فتعال معنا .فذهبوا جميعا للقاضي وعندما وصلوا إلى القاضي وشرح كل منهم قضيته ، قال لهم : اذهبوا الآن وارتاحوا فأنتم تعبون من السفر الطويل ، وأمر القاضي خادمه أن تقدم لهم وليمة غداء ، وأمر خادما آخر بمراقبتهم أثناء تناول الغداء .

وفي أثناء الغداء قال عبدالله الأول : إن المرأة التي أعدت الغداء حامل . وقال عبدالله الثاني : إن هذا اللحم الذي نتناوله لحم كلب وليس لحم ماعز . وقال عبدالله الثالث : إن القاضي ابن زنا .



وكان الخادم الذي كلف بالمراقبة قد سمع كل شي من العبادلة الثلاثة . وفي اليوم الثاني سأل القاضي الخادم عن الذي حدث أثناء مراقبته للعبادلة وصاحب الجمل ، فقال الخادم : إن أحدهم قال أن المرأة التي أعدت الغداء حامل ! فذهب القاضي لتك المرأة وسألها عما إذا كانت حاملا أم لا ، وبعد إنكار طويل من المرأة وأصرار من القاضي ؛ اعترفت المرأة أنها حامل ، فتفاجأ القاضي كيف عرفوا أنها حامل وهم لم يروها أبدا ! ثم رجع القاضي إلى الخادم وقال : ماذا قال الأخر ؟ فقال الخادم الثاني : قال أن اللحم الذي أكلوه على الغداء كان لحم كلب وليس لحم ماعز . فذهب القاضي إلى الرجل الذي كلف بالذبح فقال له : ما الذي ذبحته بالأمس ؟ فقال الذابح أنه ذبح ماعزا ، ولكن القاضي عرف أن الجزار كان يكذب ؛ فأصر عليه أن يقول الحقيقة إلى أن اعترف الجزار بأنه ذبح كلبا لأنه لم يجد ما يذبحه من أغنام أو ما شابه . فاستغرب القاضي كيف عرف العبادلة أن اللحم الذي أكلوه كان لحم كلب وهم لم يروا الذبيحة إلا على الغداء ! وبعد ذلك رجع القاضي إلى الخادم وفي رأسه تدور عدة تساؤلات ، فسأله إن كان العبادلة قد قالوا شيئا آخر . فقال الخادم : لا لم يقولوا شيئا . فشك القاضي في الخادم ؛ لأنه رأى على الخادم علامات الارتباك ! وقد بدت واضحة المعالم على وجه الخادم ؛ فأصر القاضي على الخادم أن يقول الحقيقة ، وبعد عناد طويل من قبل الخادم قال الخادم للقاضي : أن عبدالله الثالث قال أنك ابن زنا فانهار القاضي ! وبعد تفكير طويل قرر أن يذهب إلى أمه ليسألها عن والده الحقيقي ... في بداية الأمر تفاجأت الأم من سؤال ابنها وأجابته وهي تخفي الحقيقة ، وقالت أنت ابني ، وأبوك هو الذي تحمل اسمه الآن . إلا أن القاضي كان شديد الذكاء ؛ فشك في قول أمه وكرر لها السؤال .. إلا أن الأم لم تغير أجابتها ، وبعد بكاء طويل من الط رفين ، وإصرار أكبر من القاضي ؛ في سبيل معرفة الحقيقة خضعت الأم لرغبات ابنها وقالت له أنه ابن رجل آخر كان قد زنا بها ؛ فأصيب القاضي بصدمة عنيفة كيف يكون ابن زنا ، وكيف لم يعرف بذلك من قبل ! والسؤال الأصعب كيف عرف العبادلة بذلك !


وبعد ذلك جمع القاضي العبادلة الثلاثة وصاحب الجمل لينظر في قضية الجمل وفي قضية الوصية ؛ فسأل القاضي عبدالله الأول : كيف عرفت أن الجمل أعور ؟ فقال عبدالله : لأن الجمل الأعور غالبا يأكل من جانب العين التي يرى بها ولا يأكل الأكل الذي وضع له في الجانب الذي لا يراه ، وأنا قد رأيت في المكان الذي ضاع فيه الجمل آثار مكان أكل الجمل ؛ واستنتجت أنه الجمل كان أعورا . وبعد ذلك سأل القاضي عبدالله الثاني قائلا : كيف عرفت أن الجمل كان أقطب الذيل ؟ فقال عبدالله الثاني : إن من عادة الجمل السليم أن يحرك ذيله يمينا وشمالا أثناء إخر اجه لفضلاته ؛ وينتج من ذلك أن البعر يكون مفتتا في الأرض ، إلا أني لم أر ذلك في المكان الذي ضاع فيه الجمل ، بل على العكس رأيت البعر من غير أن ينثر ؛ فاستنتجت أن الجمل كان أقطب الذيل ! وأخيرا سأل القاضي عبدالله الأخير قائلا : كيف عرفت أن الجمل كان أعرجا ؟ فقال عبدالله الثالث : رأيت ذلك من آثار خف الجمل على الأرض ؛ فاستنتجت أن الجمل كان أعرجا .


وبعد أن استمع القاضي للعبادلة اقتنع بما قالوه ، وقال لصاحب الجمل أن ينصرف بعدما عرفوا حقيقة الأمر . وبعد رحيل صاحب الجمل قال القاضي للعبادلة : كيف عرفتم أن المرأة التي أعدت لكم الطعام كانت حاملا ؟ فقال عبدالله الأول : لأن الخبز الذي قدم على الغداء كان سميكا من جانب ورفيعا من الجانب الآخر ، وذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك ما يعيق المرأة من الوصول إليه ، كالبطن الكبير نتيجة للحمل ، ومن خلال ذلك عرفت أن المرأة كانت حاملا ! وبعد ذلك سأل القاضي عبدالله الثاني قائلا : كيف عرفت أن اللحم الذي أكلتموه كان لحم كلب ؟ فقال عبدالله : إن لحم الغنم والماع ز والجمل والبقر جميعها تكون حسب الترتيب التالي (عظم - لحم - شحم) إلا الكلب فيكون حسب الترتيب التالي (عظم- شحم – لحم ) ؛ لذلك عرفت أنه لحم كلب. ثم جاء دور عبدالله الثالث وكان القاضي ينتظر هذه اللحظة ، فقال القاضي : كيف عرفت أني ابن زنا ؟ فقال عبدالله : لأنك أرسلت شخصا يتجسس علينا ، وفي العادة تكون هذه الصفة في الأشخاص الذين ولدوا بالزنا . فقال القاضي (لا يعرف ابن الزنا إلا ابن الزنا) وبعدها ردد قائلا : أنت هو الشخص الذي لا يرث من بين أخوتك لأنك ابن زنا

الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

حكم ومواعظ

قال سلمة ابن دينار:







- ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم






وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم




قال ابن القيم رحمه الله :







- من هداية الحمار - الذي هو أبلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به إلى منزله من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء إليه ، ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير فمن لم يعرف الطريق إلى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من الحمار.






* قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :







- أيها الناس احتسبوا أعمالكم .. فإن من احتسب عمله .. كُتب له أجر عمله وأجر حسبته



سُئل الإمام أحمد :







- متى يجد العبد طعم الراحة ؟






فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة !!.


 
قال ابن القيم رحمه الله :







- نور العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب .. فيتلمح البصير في ذلك عواقب الأمور.






قال مالك ابن دينار :







- اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأرباح من غير بضاعة .





قال ابن مسعود رضي الله عنه :







- من كان يحب أن يعلم انه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فمن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله .






قال ابن تيميه رحمه الله :







- فالرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيـــا.. وبستان العارفين


 
قال الإمام أحمد :







- الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين






وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه.




* قال مالك :







- إن حقاً على من طلب العلم أن يكون عليه






وقار وسكينة وخشية






وأن يكون متبعاً لآثار من مضى قبله


 
 
حكى الشافعي عن نفسه فقال:







- كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك تصفحاً رقيقاً - يعني في مجلس العلم - هيبة لئلا يسمع وقعها !!.


 
 
 
عن بعض السلف :







من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهل ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة.






قال الزهري رحمه الله :







- مــا عُـــبـِد الله بشيء أفضل من العلم


 
* قال عمر بن عبد العزيز :







- إن الليل والنهار يعملان فيك






فاعمل أنت فيهما .


 
قال ابن القيم :







- الدنيـا مجــــاز والآخرة وطـــن






والاوطار- أي الأماني والرغبات - إنما تُطلب في الأوطان


 
* قيل لحكيم :







- .. ما العافية ؟






قال: أن يمر بك اليوم بلا ذنب


 
قال وهيب بن الورد:







- إن استطعـــت ألا يسبقـــك إلى الله أحـــد فافعــــــل


 
* وأخيرا :







- للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه .. فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ويعمر بيته قبل انتقاله إليه







هناك دائما ً 4 أشياء لا يمكن إصلاحها


  • هناك دائما ً 4 أشياء لا يمكن إصلاحها







سيدة شابة كانت تنتظر طائرتها فى مطار دولى كبير


ولأنها كانت ستنتظر كثيرا - إشترت كتابا ً لتقرأ فيه وإشترت أيضا علبة بسكويت


جلست وبدأت تقرأ كتابها أثناء إنتظارها للطائرة


وكان يجلس بجانبها رجل يقرأ فى كتابه


عندما بدأت فى قضم أول قطعة بسكويت التى كانت موضوعة على الكرسى بينها وبين الرجل


فوجئت بأن الرجل بدأ فى قضم قطعة بسكويت من نفس العلبة التى كانت هى تأكل منها


بدأت هى بعصبية تفكر أن تلكمه لكمة فى وجهه لقلة ذوقه


كل قضمة كانت تأكلها هى من علبة البسكويت كان الرجل يأكل قضمة أيضا ً


زادت عصبيتها لكنها كتمت فى نفسها


عندما بقى فى كيس البسكويت قطعة واحدة فقط نظرت إليها وقالت فى نفسها


"ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن"


لدهشتها قسم الرجل القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف


قالت فى نفسها "هذا لا يحتمل"


كظمت غيظها وأخذت كتابها وبدأت بالصعود إلى الطائرة


عندما جلست فى مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها


وفوجئت بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هى مغلفة بالحقيبة!!


صـُدمت وشعرت بالخجل الشديد


أدركت فقط الآن بأن علبتها كانت فى شنطتها


وأنها كانت تأكل مع الرجل من علبته هو !!


أدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ً معها


وقاسمها فى علبة البسكويت الخاصة به بدون أن يتذمر أو يشتكى !!


وإزداد شعورها بالعار والخجل


أثناء شعورها بالخجل لم تجد وقت أو كلمات مناسبة


لتعتذر للرجل عما حدث من قله ذوقها !


هناك دائما ً 4 أشياء لا يمكن إصلاحها


1) لا يمكنك إسترجاع الحجر بعد إلقائه


2) لا يمكنك إسترجاع الكلمات بعد نطقها


3) لا يمكن إسترجاع الفرصة بعد ضياعها


4) لا يمكن إسترجاع الشباب أو الوقت بعد أن يمضى !


لذلك اعرف كيف تتصرف


ولا تُضع الفرص من يديك


ولا تتسرع بإصدار القرارات والأحكام على الآخرين