الاثنين، 25 أكتوبر 2010

الحق ما شهدت بة الاعداء



والحق ما شهدت به الأعداء!.







منذ اللحظة الأولى لنزول القرآن الكريم ـ بمكة المكرمة ـ .. وعلى امتداد سنوات نزوله ـ بالمدينة المنورة ـ .. كان الإعلان عن أنه "المعجز ـ المتحدي".. و"المتحدي ـ المعجز".. و"الكتاب الذي لا ريب فيه".. لا للعرب وحدهم .. ولا للبشر المعاصرين فقط.. بل للإنس والجن قاطبة، عبر الزمان والمكان.. والأمم والأجناس.. والطاقات والملكات.. وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.






لقد تحداهم القرآن أن يأتوا بمثله مثلما عجزوا تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله.. فلما عجزوا تحداهم أن يأتوا بحديث مثله.. فلما عجزوا تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، وأن يستعينوا على ذلك بكل من وما دون الله ـ سبحانه وتعالى ـ.. ولما عجز المعاصرون، فقل التحدي المعجز إلى الأبد، فقطع قطعًا جازمًا ومتحديًا بعجزهم عن ذلك عبر الزمان والمكان { فَإن لَّمْ تَفْعَلُوا ولَن تَفْعَلُوا} (البقرة : 24).



نعم!.. ففي سور الإسراء ـ المكية ـ نقرأ { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنسُ والْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ولَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (الإسراء: 88)


وفي سورة هود ـ المكية ـ نقرأ {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وأَن لاَّ إلَهَ إلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} (هود: 13 ـ 14)

وفي سورة الطور ـ المكية ـ نقرأ { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إن كَانُوا صَادِقِينَ} (الطور : 33 ـ 34)..

وفي سورة البقرة ـ المدنية ـ نقرأ {وَإن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإن لَّمْ تَفْعَلُوا ولَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة: 23 ـ 24).


ولقد اجتمع الفصحاء والبلغاء من قريش، وانتدبوا أحد زعمائهم.. وبلغائهم.. وقضاتهم.. والملقب عندهم "بالعّدْل" ـ لأنه كان أعدل قريش كلها ـ .. انتدبوا "أبو عبد شمس الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم (95ق.هـ ـ 3هـ ـ 535 ـ 622م) ليسمع القرآن.. وليجيب على التحدي.. فذهب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بالمسجد الحرام ـ وسمع منه سورة "غافر".. فما كان من عدل قريش وقاضيها وزعيمها وبليغها وفصيحها إلا أن شهد ـ وهو على شركه ووثنيته وعصبيته لدى قومه ـ ومع تمسكه بزندقته ـ شهد للقرآن الكريم بأنه ليس من كلام البشر ـ فقال لقومه: "والله، لقد سمعت من محمد كلامًا آنفا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن .. والله ما هو بكاهن ، فقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.. ووالله ما هو بمجنون ، فقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته.. ووالله ما هو بشاعر، فقد عرفنا الشعر كله، رَجَزَه وهَزَجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه ، فما هو بشاعر.. ووالله ما هو بساحر ، فقد رأينا السُّحار وسحرهم ، فما هو بنَفْثه ولا عُقَده.


والله إن لقوله حلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أصله لمغدق ، وإن فرعه لمثمر. وإنه يعلو ولا يُعْلَى عليه .. وما أنتم ـ {يا معشر قريش} ـ بقائلين (فيه) من هذا شيئا إلا وأنا أعرف أنه باطل"!!.


هكذا اقترن "التحدي المعجز" بنزول الكتاب الذي لا ريب فيه.. وكان "العجز ـ المخزي" هو الجواب على هذا التحدي.. وظل هذا "العجز المخزي" قرين أعداء القرآن الكريم، الذين وصلوا القمر ، لكنهم لا يزالون يفرون من مواجهة القرآن الكريم

ليست هناك تعليقات: