الاثنين، 1 يونيو 2009

من ادبيات الفقر (عربة كارو وخيمة )




السلام عليكم :


المشهد الاول ( عربة كارو )
كل يوم يستيقظ مبكرا من خيمتة المبتذلة والرخيصة والمليئة بالفتحات من كل مكان فى الصيف هى تاتى بنسمات هواء عليل وجميل ولكنة محمل بناموس يلدغ كالحية لا ينفع معة لا بطانية ولا تلك الحشائش التى تحرقها جدتة المريضة كل يوم فى الخيمة لمنع الناموس انها معاناة لا تنتهى مع هذة الخيمة التى ايضا فى الشتاء يرقعونها بالاكياس القديمة الا ان الهواء البارد يأتى وكانة صواريخ حربية لتخترق كل هذة الاكياس وتدفع بالبرد القارس الى داخل الخيمة .
اليوم سوف يغادر مبكرا بحثا عن الخردة لكى يبيعها حتى يطعم نفسة ويطعم اخوتة يالها من معاناة لا تنتهى كل يوم فى الموعد صيف شتاء يخرج قبل ان تتحرك عربة الكارو يقف وقفة امام الكوبرى ليتفحص الطلاب وهم يهمون ويسرعون الى مدارسهم مازال يتذكر عندما كان فى الصف الرابع وكانت علامتة فى الامتحان 10/10ومازل يتذكر ايضا كيف ضحك ولدة المتوفى من سنين وهو ينظر لة ويقول لة التعليم ليس لنا يا ولدى ومازال ايضا يتذكر كل شئ عندما ذهب ابوة فى يوم مبكرا الى المدرسة ليسحب ملفة من المدرسة لعدم قدرتة على سداد رسوم المدرسة .
انها ذكريات لا تنتهى امامة كل يوم يعرضها على نفسة ليتذكر كم هى قاسية هذة الحياة وكم هى غريبة فأبن الناظر الفاشل الذى ينجح لان ابوة ناظر يكمل التعليم بينما هو المتفوق يخرج لان الفقر هنا يرتع وهنا يقبع وهنا يفزع كل شئ وهنا يضرب بقوة ليحيل حياة الناس الى ماساه .
ثم يتحرك بعربتة الكارو متجها الى حيث لا نهاية والى الترع والمجارى ليبحث عن الخردة وعن الاحذية البلاستيكية الملقاة على جوانب الترع ليجمعها ثم يبيعها الى صاحب المخزن وفى المساء تأتى ذكريات رهيبة على مخيلتة يتذكر والدة الذى مات وتركة هو واخوتة وحيدا ليعانى ماساة لا تنتهى ويتذكر اختة الصغيرة عندما كان يجلس ليلعبها ويضعها على حجرة الصغير وهى تضحك ضحكة بائسة ويتذكر يوم ان مرضت وذهب بها ابوة اللى الطبيب الذى رفض ان يكشف لها لان الرجل لم يكن لدية مال ليدفعة ومازال تأتى الذكرى امامة عندما هرع خلف ابوة الذى كان يركض مسرعا ليبحث عن احد يعطية بعض المال ليذهب الى الطبيب ولكن واحزاناة عليكى ايتها الطفلة الصغيرة عندما تلهث انفاسك بغير رجعة وهاهى عيناة تبكى ظلم وقهر هذة الدنيا القاسية ماذنب هذة الطفلة الصغيرة بأن تموت بسبب الفقر .
ومازال يتذكر كيف بكى على اختة الصغيرة بعد يومين من المرض العضال الذى قضى عليها ومازال يتذكر كيف ان امة كانت تصرخ والاب يبكى والجدة تصمت صمتا مريبا .
كم هى قاسية الحياة وتأتى ذكرى اخرى عندما كان صغيرا وأتى ظابط الشرطة ليذيل خيمتة بعد ان اشتكى منها احد اكابر القرية ولكن اسوء ما فى هذة الذكرى هو عندما صفح الظابط ولدة بالكف على وجة
قائلا لة :- انت يا ابن ....... اذا ما مشتشى من هنا الوقت هاحرق الخيمة على اللى فيها
- يا بية دانا غلبان وبعدين هاروح فين واولادى نايمين جواها يعنى مش حرام
- وانت اشعرفك الحرام يا ابن ال ..................
وعندما دخل الخفراء الى الخيمة ايقظو الاطفال الصغار وحرقوا الخيمة امام اعينهم جميعا دون رحمة ومازل يتذكر كيف تصاعدت اعمدة الدخان امام اعين الناس وهم عاجزون اذن انة الفقر ولا شئ غيرة كل هذة الافكار تتصاعد بوتيرة واحدة دون توقف
كلهذة الذكريات تهجم مرة واحدة فى ان واحد حتى تحيل الحياة الجميلة الى تعاسة منقطعة النظير .
تنهيدة تخرج منة ثم يعود الى فراشة فى خيمتة ليصبح ويكمل حياتة التى كتبت علية دون ادنى اختيار منة .
انة لا يفكر فى الزواج ولكنة لا يريد ان يرى ابنتة تموت امام عينة كما ماتت اختة الصغير المسكينة لا لن يتزوج سيبقى هكذا الى الابد لانة لا مكان للمستقبل فى حياتة
.انة الفقر يا سيدى
هل ابكتك هذة القصة ام لا ؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: