هذا مقال جميل من مقالات د صلاح سلطان
وضعتة بين ايديكم لتقرؤة حتى تعم الفائدة
أصابتني دهشة شديدة من "شمَّاعة السيادة" التي استندت إليها هيئة المحكمة المصرية في نقض الحكم القضائي السابق بإبطال عقود بيع الغاز المصري أبخس الأثمان للكيان الصهيوني، والأصل أن القانون مُبصر وله روح وإحساس ونبض ولا يمكن أيكون بليدًا جامدًا، ولا يمكن التمسك الحرفي بنص يلغي المقاصد العامة والأهداف الكبرى من التشريع، وإلا استذلَّ الشعب بالقانون، واستبيحت الأعراض والأموال بالقانون، وديست كرامة الأبرياء بالقانون، وهذا من خصائص اليهود حيث أُمروا بذبح بقرة فتمسكوا بالجدل حول مفهوم البقرة: ما هي؟! وما لونها؟! ثم ما هي؟! وشددوا فشدد الله عليهم وذبحوها وما كادوا يفعلون!، لعل هذا الجدل الذي انتهى بالقرار من المحكمة المصرية فيه ذبح لمصر حكومة وشعبًا من الوريد إلى الوريد، وخرج الحكم مشوبًا بتجاهل روح القانون والمصالح العليا لمصر بل دالاً على أنه حكم تسويغي لجريمة كبرى قامت بها الحكومة سرًا وصار الحكم مثل ثوب الرياء
كما قال الشاعر
:ثوب الرياء يشفُّ عما تحته فإذا التحفت به فإنك عاري
أما عن أهم مخالفات الحكم فأهمها ما يلي:
أولاً: صدرت فتاوى سابقة من مجمع البحوث الإسلامية وفتاوى عن جموع غفيرة لعلماء الأمة ومنهم الأزهر الشريف بحرمة بل كُفر من يبيع أو يشتري من الصهاينة في وقت كان احتلالهم وفسادهم أقل من الآن، فضاعفوا البلاء والظلم والطغيان وخفَّفنا الجرعات وفقًا لأهواء السلطات.
ثانيًا: لا يعقل أن يلغي الأتراك المناورات التي اعتاد عليها النظام التركي مع الكيان الصهيوني بحجة أن هذه الطائرات المشاركة في المناورات قد تكون قد شاركت في محرقة غزة اللاإنسانية، واعتبرت هذه قمة السيادة، ونالت قبولاً حسنًا من الشعب التركي والأمة كلها في الوقت الذي يتجاهل فيه القضاء سمعة وسيادة مصر مقصدًا، ويوردها حرفيًا ويدعم الكيان الصهيوني بوقود ساهم بالقطع وليس ظنًا في قتل أبنائنا في غزة، والمعروف في القوانين الجنائية أن المساعدة بأي قدر في القتل هو قتل كما حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتل سبعة اشتركوا بأسهم مختلفة في قتل نفس واحدة.
ثالثًا: هذا الغاز يحتاج إليه أهل مصر "الغلابة"، وقد ارتفع في شهر فبراير سعر أنبوبة الغاز من سبعة جنيهات إلى سبعين جنيهًا، في الوقت الذي يباع الغاز لأعدائنا بربع الثمن بما يساوي دعم يومي من قوت المساكين المصريين بما يقارب عشرة ملايين يوميًا، وأيضا مات أطفالنا وإخواننا في الإنسانية والإسلام والعروبة والجوار والاضطرار، وصار الموتى بالمئات بسبب نقص الغاز للحالات الحرجة بالمستشفيات بغزة ولم يرِق لهم جيرانهم وصار التصدير لعدوهم مثلما قال الشاعر: حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس.هذا الحكم جعل السيادة "مسخرة وشماعة" تجعلنا نعطي ظهرنا لصريح القرآن والسنة، والإحساس بحاجة المصريين وإخواننا في غزة، ولم يبالِ بلعنات الله والملائكة والناس أجمعين.يا قوم إن لم نكن أصحاب دين فليكن لدينا إحساس أو بقية من كياسة أو سياسة!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق